بن جميع: نجاعة نقل الفسفاط تفرض اعتماد النقل الحديدي أو جرارات خاصة
أكدت وزارة الصناعة والطاقة والمناجم على أهمية إعادة هيكلة الشركة التونسية لنقل المواد المنجمية كخطوة إستراتيجية لمواكبة متطلبات السوق وتطوير أدائها من أجل تنفيذ برنامج الإصلاح وتوفير الاستثمارات اللازمة لتطوير منظومة النقل بما يضمن مساهمة فاعلة في تعزيز نسق الإنتاج والتصدير لشركة فسفاط قفصة.
وحول هذا القرار، اعتبر الخبير في الجيولوجيا والطاقة محمد غازي بن جميع في تصريح لموزاييك الأربعاء 30 جويلية 2025 أن وضع برنامج لإعادة هيكلة الشركة التونسية لنقل المواد المنجمية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أنه لم يعد من المعقول مواصلة تكريس نقل المواد المنجمية بالشاحنات الذي فيه مخاطر تضر بالبنية التحتية لمناطق الإنتاج إضافة إلى التكلفة العالية .
سرعة ونجاعة نقل الفسفاط تفرض اعتماد النقل الحديدي أو جرارات خاصة
وأكد بن جميع أن النقل بالسكك الحديدية يعتبر الأجدر و الأنجع ويجب تفعيله خاصة بعد توفير قرض لتطوير السكك الحديد لنقل الفسفاط وتجديد 190 كلم من السكة الحديدية بقيمة إجمالية بنحو 523 مليون دينار لكي لا يكون هناك تضارب في المصالح بالتالي على وزارة الصناعة توضيح توجهها إما باعتماد السكة الحديدية نهائيا لنقل المواد المنجمية أو بمواصلة استخدام الشاحنات .
وابرز أن سرعة ونجاعة نقل الفسفاط مثلا تفرض اعتماد النقل الحديدي أو جرارات خاصة فقط بنقل الفسفاط من منطقة الإنتاج إلى محطات التحويل كما هو معمول به ببعض الدول موضحا أن الدولة يمكنها تجاوز الكلفة الباهضة التي ستصاحب المرحلة الأولى من اعتماد هذه الآلية إلا انه يمكن استرجاع المصاريف بسرعة لاحقا من عائدات التصدير التي ستصبح ربحا صافيا للدولة .
على الشركة مراعاة الجوانب البيئية والصحية والموارد المائية
وفي سياق متصل، اعتبر محمد غازي بن جميع أن اعتماد هذه الآليات له نتائج ايجابية أيضا على توفير مواطن شغل في مناطق الإنتاج إذا ما تحسنت ظروف عيش المواطنين بالمنطقة مشيرا إلى أهمية إعادة النظر في الجوانب البيئية والصحية والموارد المائية.
كما اعتبر أنه من غير المعقول أن تستنزف شركة فسفاط قفصة المائدة المائية كخطأ جسيم في ظل الشح المائي والتغيرات المناخية وتداعياتها إلى جانب ما تسببه منظومة الإنتاج من تلوث للأودية بمياه الصرف وأضرار فلاحية أيضا في حين يمكن إعادة تدوير المياه المستعملة وإعادة استخدامها لإنتاج الفسفاط .
ويشار إلى أن الشركة التونسية لنقل المواد المنجمية تم إحداثها بتاريخ 21 جويلية 2011 وتشغل حاليا 1143 عونا. هذا ويضم قطاع المناجم 60 مؤسسة في مجال البحث و47 في مجال الاستغلال منها 10 مؤسسات أجنبية ويساهم القطاع ب3% في الناتج الوطني الخام ويؤمن أكثر من 25 ألف موطن شغل.
هناء السلطاني